في حوار صحفي لرئيس نادي الزمالك في ذكري مرور إنشاء نادي الزمالك
ماذا يمثل لك الزمالك ونحن نحتفل بالذكرى رقم 113؟
- فى البداية عشت في نادي الزمالك في كافة مراحل عمرى منذ أن كنت ناشئًا فى قطاع كرة اليد مرورًا بلاعب ساهم فى حصد العديد من الألقاب والبطولات وأخيرًا قيادة المجلس الحالى؛ كل هذا يجعل على عاتقى مسؤولية كبيرة وهو العمل على إعادة النادى للمكانة التى يستحقها وتاريخه العريق والصورة الذهنية المعروفة عنه بعد فترة من الاهتزاز وأشعر بسعادة بالغة وأنا أسترجع معكم الذكريات.
■ هل تتذكر أول أيام تواجدك بالقلعة البيضاء؟
- أكيد يوم لا يُنسى مهما تقدم العمر، ووقتها كنت طالبًا فى مدرسة الأورمان الإعدادية عندما تم اختيارى من مدرس الألعاب الرياضية الذى أتذكر اسمه جيدًا الأستاذ حنفى سالم ضمن مجموعة للعب كرة اليد، وكان المدرب القدير على عبدالهادى أول شخص قابلته فى الزمالك ثم سافر إلى الكويت وتولى مهمتنا كمال درويش الذى حقق طفرة كبيرة وتاريخية فى قطاع اليد.
■ ما أول مكافأة حصلت عليها فى الزمالك؟
- أول مبلغ حصلت عليه من الزمالك 60 جنيهًا كمكافأة ولكن فى هذا التوقيت لم يكن هناك احتراف وما كان يغلب هو حبنا للكيان، فلقد كان اللاعبون فى مختلف الألعاب بعد انتهاء دراستهم يتوجهون إلى النادى ويقضون يومهم ولا يغادرون إلا مع إغلاق البوابات، ولك أن تخيل أننا كلاعبين كنا نلعب على ملاعب «حمرة» وكنا نقوم برش الملعب وتخطيطه كل يوم ونحن فى قمة الحماس والسعادة وكانت هناك حالة من الود فى مختلف الألعاب، وباعتبارى أحد أبناء كرة اليد فعلى مدار تاريخنا ونحن أسرة واحدة تربطنا علاقات اجتماعية قوية، كما تمتعنا بعلاقات طيبة مع الألعاب الأخرى سواء الفردية أو الجماعية خاصة كرة القدم.
■ ما أبرز إنجازاتك مع كرة اليد؟
- قدمنا فترات ذهبية مع الدكتور كمال درويش، المدير الفنى فى ذلك الوقت، وسيطرنا على ألقاب اليد محليًا وقاريًا واحتفظنا بكأس إفريقيا مدى الحياة بعد أن قدم انطلاقة قوية فى نسخة 79 وحققنا اللقب 3 مرات على التوالى بفضل المساندة الجماهيرية التى وجدناها فى كل مدينة نذهب إليها.
■ هل إنجازات اليد المبكرة سبب تسمية الزمالك بـ«ملوك الصالات»؟
- بالطبع الزمالك استحق عن جدارة لقب ملوك الصالات، ومعلومة للتاريخ سواء بالنسبة لكرة اليد أو القدم
الجماهير الإفريقية عشقت الزمالك وتعلقت بالقميص الأبيض بشكل جنونى، وهو ما حدث فى البلاد العربية أيضًا، خاصة أنه أول من حصد الألقاب القارية لا سيما فى كرة اليد، وبفضل تجارب المحترفين من لاعبين ومدربين فى الدول العربية، وهو ما جعل اسم الزمالك حاضرًا فى مختلف بلاد العالم، فالزمالك هو رقم واحد فى إفريقيا والوطن العربى من حيث الجماهيرية، وبالنسبة لى هو يمثل لى مع الأهرامات نقاطًا مضيئة فى تاريخ مصر.
■ لماذا أطلق على الزمالك لقب «مدرسة الفن والهندسة»؟
- تلقيب أبناء ميت عقبة بـ«مدرسة الفن والهندسة» لم يأت من فراغ ولكن لأنه طول عمره «لعيبته حريفة» وأفضل ناد يلعب كرة خاصة بعد سلسلة الأساطير والمواهب والمهارات الخاصة التى منحت الجماهير المتعة ليصبح الزمالك هو النادى المفضل لعشاق اللعبة بعيدًا عن النتائج والبطولات.
■ ما سر زيادة عدد الجماهير البيضاء رغم قلة البطولات فى بعض الفترات؟
- جمهور الزمالك فاهم كورة، ولذلك نجد زيادة الأعداد المساندة مع تراجع النتائج والبطولات فى مفارقة غريبة، وهذا هو الإرث الكبير للأساطير مثل حمادة إمام وحسن شحاتة وفاروق جعفر والخواجة وطه بصرى وغيرهم.
وبعيدًا عن مهارات كرة القدم، الزمالك محظوظ بعدد كبير من الأساطير منهم مَن عاصرتهم مثل حلمى زاموار والعم جورج سعد والفريق سعد متولى، ورغم ذلك عانينا لظروف إدارية خلال أوقات كثيرة، وهناك من امتلك الخلفية الرياضية والفكر التسويقى مثل الراحل العظيم حلمى زامورا الذى أنشأ سلسلة المحال فى سور النادى كأحد أهم موارده حتى الآن.
■ ماذا قدم مجلسكم للمساهمة فى عودة الرموز التى هجرت النادى السنوات الماضية؟
- عملنا منذ حضورنا على إعادة رموز النادى إلى مكانهم الطبيعى، من رحل منهم باسمه وسيرته مثل عودة الملعب «حلمى زامورا»، ولدينا لجنة مهمة للرواد ونتواجد باستمرار معهم والاستماع إليهم والاستفادة من خبراتهم. تاريخ الزمالك ذكريات أصيلة غير قابلة للمحو ولدينا رموز خالدة فى الرياضة المصرية مثل حلمى زامورا والتونى وصالح سليم.
■ ألا تخشى الانتقاد بسبب حديثك عن صالح سليم؟
- نحترم الأساطير بختلف انتماءاتهم مثل صالح سليم، وهذه فرصة للتأكيد على أن الزمالك يتمتع بالروح الرياضية والأخلاق الرفيعة ويحافظ على حقوقه ويبحث عن الصدارة ويحترم منافسيه فى الوقت ذاته، ودائمًا ما كان يجمع الناديين علاقات طيبة، ولا يعنى الاحترام المتبادل تفريط أى طرف فى حقوق ناديه.
■ هل لهذه الأسباب وجهتم الدعوة لمجلس الخطيب لزيارة الزمالك؟
- مجلس الأهلى بادر بتهنئة مجلس الزمالك بتوليه المسؤولية، وكان الرد توجيه الدعوة لمجلس الأهلى لزيارة الزمالك لنبذ التعصب والتأكيد على أن كل مجلس إدارة يخدم ويدافع عن مصالح ناديه بما لا يمنع من وجود علاقات طيبة، وهو الأمر الذى يسعى مجلس الإدارة لتطبيقه مع كل الأندية.
■ كيف يوازن المجلس بين الجوانب الرياضية والاجتماعية؟
- نسير فى 3 طرق داخل مجلس الإدارة وفقًا لتركيبة الأعضاء، الأول يعمل فى النواحى التسويقية ومعالجة الأزمات المالية وزيادة الموارد، ويتواصل الثانى مع أعضاء الجمعية العمومية، والثالث يتابع الملفات الرياضية والإدارية.
■ بماذا تبشر جماهير الزمالك فى ذكرى التأسيس؟
- نبشر جماهير الزمالك بتطور كبير فى ملف كرة القدم بداية من حل أزمة القيد وضم لاعبين والمنافسة على الألقاب، ولا نتحدث عن الشىء سوى بعد إنجازه وليس أثناء العمل.
■ ما مصير أزمة إيقاف القيد؟
- وجدنا أزمات كبيرة منذ اللحظة الأولى وفوجئنا بالحجز على أرصدة النادى من قبل 7 جهات وليس مصلحة الضرائب وممدوح عباس فقط، كما تتعدد الغرامات من الاتحاد الدولى لكرة القدم وليس عقوبة سبورتنج لشبونة البرتغالى فقط حتى وصل الأمر إلى تسعة إيقافات مطالبين بحلها لإنهاء أزمة القيد ونسير بخطى جيدة لفك أزمة القيد قبل غلقه بنهاية الشهر الجارى حتى نتمكن من تلبية مطالب الجهاز الفنى بالتدعيمات المطلوبة.
■ ماذا عن بقاء أو رحيل زيزو؟
- نتعامل فى الملفات الجماهيرية بشكل دقيق ووفقًا لاحتياجات النادى ومصلحته وتقييم موقف الأطراف، وهذا ما نسير عليه مع أحمد سيد زيزو، ونطمئن جماهير الزمالك بأن ما سيحدث هو لمصلحة الفريق وما يخدم أهدافه.
■ هل كنت تتوقع أن ينتهى ملف فتوح بالتجديد؟
- تعاملنا مع أحمد فتوح وفقًا لمبادئ الزمالك ورؤيتنا، فالقرار الأول كان حفاظًا على الفريق واللاعب الذى رجع إلى ناديه وجدد تعاقده، وفتوح من أهم اللاعبين فى مصر وأغلق ملفه تمامًا ومجلس الإدارة والجماهير يدعمونه بقوة.
■ ماذا عن ملف المدرب الأجنبى؟
- لا أحب الحديث فى أمور لم يتم حسمها وأعلم جيدًا أن الكثير من الجماهير تستعجلنا ولكن هناك أمور صعبة وهى من الإرث الثقيل للمجلس ولكن نسعى دائمًا لفك كرة الخيط التى تشابكت خطوطها بشكل مرعب وقبل أن تسأل أيضا عن ملف الصفقات الجديدة والراحلين إجابته ليست عندى لأننى لا أتحدث فى أمور قبل انتهائها.
■ ماذا عن ملف الألعاب الأخرى وعودتها لحصد البطولات؟
- حال الألعاب الجماعية الأخرى لا يختلف كثيرًا عن كرة القدم وواجهنا الكثير من الأزمات مثل قيد اللاعبين ونقدر تطلع الجماهير لإنهاء الأزمات بشكل سريع وأعتقد أن الأمور تسير بشكل جيد ونحو الأفضل.
■ ألا تغضب مما يردده البعض بأن الزمالك يدار من خارج المجلس؟
- أقدر بشدة النقد ولكن لا أهتم إلا بالإيجابى منه وأنا أصف مجلسى بأنه 12 من الكوماندوز، وجميعنا خصصنا الوقت الأكبر لخدمة الزمالك، ورغم أن دورنا وضع السياسات فقط فإننا فى ظل الظروف الحالية جميعنا يقوم بدور تنفيذى لحين إعادة ترتيب البيت وعمل سيستم يدار به النادى مستقبليًّا.
وأقول إن مجلس الإدارة يفتح الباب أمام الجميع للمشاركة، ورموز الزمالك وأعضاء الجمعية العمومية يبادرون بالمساعدة والمساهمة قدر المستطاع، ونحن كأعضاء مجلس إدارة لا نقلق من إظهار مساهمات الآخرين «مبنهتمش بالشو» ولا يشغلنا سوى مصلحة الزمالك، ونستمع للنصائح من الرموز مثل أستاذى كمال درويش، ونتقبل النقد ونستفيد منه.
وعمومًا طلبت من أعضاء الجمعية العمومية وجماهير الزمالك سنة للحساب والحديث حول جميع الملفات ومدى التقدم والتطور، ولا نثير أزمات ومشاكل بقدر ما نضع الجميع فى الصورة.
■ كلمة أخيرة توجهها لأعضاء وجماهير الزمالك؟
- أقول لجماهير الزمالك نحن فخورون بمحاولة إسعادكم، وأطمئنكم بأن النادى فى يد أمينة، ونطلب منكم الصبر خاصة أن الملفات صعبة، فعلى سبل المثال الجميع كان يتحدث عن تجميد الأرصدة بسبب الضرائب ومستحقات ممدوح عباس، ولكن توجد أكثر من 7 جهات حاجزة على الأرصدة، ونجحنا فى حل الأزمة دون أى ضجيج وهو نهجنا، وأتمنى عامًا سعيدًا فى الذكرى المئوية للنادى ونحن نعمل بكل طاقتنا لخدمة النادى وسنواصل السعى حتى يصل الزمالك إلى القمة فى جميع القطاعات.
تعليقات